عولمة
العولمة في اللغة تعني ببساطة;ووضوخ جعل الشيء عالمي الانتشار في مداه أو
تطبيقه. وهي أيضاً العملية التي تقوم من خلالها المؤسسات، سواء التجارية
أو غير التجارية، بتطوير تأثير عالمي أو ببدء العمل في نطاق عالمي. شء.
ولا يجب الخلط بين العولمة كترجمة لكلمة globalization الإنجليزية، وبين
"التدويل" أو "جعل الشيء دولياً" كترجمة لكلمة internationalization. فإن
العولمة عملية اقتصادية في المقام الأول، ثم سياسية، ويتبع ذلك الجوانب
الاجتماعية والثقافية وهكذا. أما جعل الشيء دولياً فقد يعني غالباً جعل
الشيء مناسباً أو مفهوماً أو في المتناول لمختلف دول العالم.
أيضاً العولمة عملية تحكم وسيطرة ووضع قوانين وروابط، مع إزاحة أسوار
وحواجز محددة بين الدول وبعضها البعض؛ وواضح من هذا المعنى أنها عملية لها
مميزات وعيوب. أما جعل الشيء دولياً فهو مجهود في الغالب إيجابي صرف، يعمل
على تيسير الروابط والسبل بين الدول المختلفة.
إضافات حول العولمة
العولمة قد تكون تغيراً اجتماعياً، وهو زيادة الترابط بين المجتمعات
وعناصرها بسبب ازدياد التبادل الثقافي ، فالتطور الهائل في المواصلات
والاتصالات وتقنياتهما الذي ارتبط بالتبادل الثقافي والاقتصادي كان له
دوراً أساسياً في نشأتها. والمصطلح يستخدم للإشارة إلى شتى المجالات
الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، وتستخدم العولمة للاشارة إلى:
• تكوين القرية العالمية: أي تحول العالم إلى ما يشبه القرية لتقارب
الصلات بين الأجزاء المختلفة من العالم مع ازدياد سهولة انتقال الافراد،
التفاهم المتبادل والصداقة بين "سكان الارض".
• العولمة الاقتصادية: ازدياد الحرية الاقتصادية وقوة العلاقات بين أصحاب المصالح الصناعية في بقاع الارض المختلفة.
• التأثير السلبي للشركات الربحية متعددة الجنسيات، أي استخدام الأساليب
القانونية المعقدة والاقتصادية من الوزن الثقيل لمراوغة القوانين
والمقاييس المحلية وذلك للاستغلال المجحف للقوى العاملة والقدرة الخدماتية
لمناطق متفاوتة في التطور مما يؤدي إلى استنزاف أحد الأطراف (الدول) في
مقابل الاستفادة والربحية لهذه الشركات.
والعولمة تتداخل مع مفهوم التدويل ويستخدم المصطلحان للإشارة إلى الآخر
أحيانا، ولكن البعض يفضل استخدام مصطلح العولمة للإشارة إلى تلاشي الحدود
بين الدول وقلة أهميتها.
العولمة: قضية مثيرة للجدل
وبسبب تلك الاختلافات في المعنى، وكون العولمة سلاحاً ذا حدين، أو عملية
لها مميزات عظيمة وعيوب خطيرة في نفس الوقت، أصبحت العولمة موضوعاً
خلافياً ومثيراً للجدل في شتى أنحاء العالم؛ أيضاً زادت الأفكار الخاطئة
وانتشر التشوش عن الموضوع. وبسبب عيوب الإنسان خاصة قلة الاعتدال، انقسم
معظم الناس في العالم إلى قسمين:
• قسم يشجع الفكرة ويرى فيها كل خير وإيجابية ولا يرى عيوباً على الإطلاق
أو يرى عيوباً ويقرر بصورة حاسمة أن التغلب عليها كلها يسير؛ ومعظم هذا
القسم من الدول المتطورة والغنية.
• وقسم يشجب ويعارض الفكرة بتعصب ولا يرى فيها إلا كل سلبية وشر وجشع وظلم؛ ومعظم هذا القسم من الدول الفقيرة والدول النامية.
أهم ما يمكن قوله في قضية العولمة هي أنها فكرة في حد ذاتها ليست إيجابية
وليست سلبية. أي أنها ببساطة فكرة، لها تعريفها الخاص، ويمكن استخدامها في
الخير أو في الشر. ومن دلائل ذلك هو أن مثلاً المسلم الذي يدرس العولمة
دراسة تفصيلية، قد ينتهي به الأمر إلى أن يتمنى من قلبه لو اتحدت البلدان
الإسلامية، ثم بدأت الأمة الإسلامية المتحدة في تطبيق العولمة، لما سيكون
له ذلك من الأثر الإيجابي على نشر الإسلام وإفشاء السلام في العالم. ونفس
المثال ينطبق على المسيحي المتدين، والصيني الوطني، والأمريكي الوطني،
وهكذا...
إذن فإن المشكلة أو الخطر ليس في قضية العولمة نفسها كفكرة أو عملية، بل
في كيفية تطبيقها وفي عيوب الإنسان نفسه التي قلّما من استطاع التغلب
عليها، مثل الطمع أو الجشع وما فيه من ظلم الغير والحب الشديد للمال وحب
القوة والتسلط والتحكم، وغيرها من عيوب الإنسانية التي لا يمكن التغلب
عليها إلا بطاعة الله واتباع المنهج الذي وضعه للإنسانية، والذي ختم
بإرسال محمد رسول الله--صلى الله عليه وسلم--والقرآن.
والخوف الرئيسي من تطبيق العولمة اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين،
قد يكون من أسبابه الرئيسية هو تسلط أمريكا كدولة عظمى في الوقت الحالي،
على بقية دول العالم، واتباع سياسات ظالمة للغير، وعدم احترام أي من
القوانين الدولية. ومن هذا المنظور قد نظن أن معارضة العولمة قد تكون
السياسة المثلى إلى أن يأمن الضعيف والفقير في هذا العالم على نفسه وماله
ودمه، من الدول الأقوى والأغنى--خاصة أمريكا في الوقت الحالي.
تواجه العولمة مقاومة قوية جدا في مختلف مناطق العالم وخصوصا في أوروبا
والدول النامية. إذ أنها قد تؤثر سلبا على إمكانيات نمو اقتصاديات محلية
في ظل غياب التوازن بين الدول المتقدمة والفقيرة. كما يتهمها الكثيرون
بأنها تذيب الثقافات المحلية وتجير العالم في خدمة القوي، ويعتبرون أن
الولايات المتحدة الأمريكية تهيمن على العالم اقتصاديا من خلال فرض
سيطرتها الاقتصادية والعسكرية من خلال ما يسمى بالعولمة، وبهذا المعنى
ينتفي القول بأن "العالم تطور ليصبح قرية صغيرة"، ليصبح "العالم تأخر
ليصبح إمبراطورية كبيرة"--في إشارة لتجدد الحلم الامبراطوري الذي عاصرته
الحضارة الانسانية في عصور سابقة.
ولكن هناك الكثير ممن يدافعون عن العولمة. والدول الأقوى--خاصة أمريكا، مع
المؤسسات العملاقة التي تؤثر في اقتصاد العالم كله--مثل مايكروسوفت وهي
أيضاً في أمريكا، قد تجبر كل دول العالم، بشركاتها ومؤسساتها المحلية، على
الخضوع لقوانين العولمة الجديدة. وإن قاومت بعض الدول سياسياً، فإن الشعوب
والمؤسسات والشركات لن تستطيع أن تقاوم اقتصادياً. هذا غير أن العولمة هي
عملية ماضية في طريقها بدون توقف بالفعل، إن لم يكن سياسياً، فاقتصادياً
وثقافياً بطريقة مكثفة. ومن كل ذلك قد نستنتج أن شجب ومعارضة الفكرة قد لا
تكون الطريقة المثلى للتعامل مع قضية العولمة. يجب أن تتبع الشعوب والدول
والمؤسسات سياسات أخرى من أجل جعل التأثيرات السلبية عليها في الحد الأدنى.
أركان العولمة
1. رسملة العالم:
أي تحويل العالم إلى النظام الرأسمالي، يقول الكاتب: تقوم العولمة من
الناحية الاقتصادية على نشر الرأسمالية كنظام للتجارة ونظام للاستهلاك.
لعب الإعلام الدولي دور كبير في فرض النظام الرأسمالي على البشرية من خلال
تعزيز صورة إيجابية للشركات المتعددة الجنسية، الرأسمالية، الشركات
العملاقة (سوني، دزني، تايم وورنر). ولقد كانت ثورة الاتصال هي الأداة
التي استخدمت للتلاعب بالرأي العام لفرض النظام الرأسمالي على العالم.
الإعلام والاتصال والمعلومات مكون أساسي في الاقتصاد العالمي مثلا تصل
عائدات هذا القطاع إلى 1.5 تريليون دولار وتحصل الولايات المتحدة وحدها
على 47% من العائدات العالمية لهذا القطاع. الأفلام الأمريكية التي تصدّر
للخارج مدخولها أكثر من مدخولها داخل أمريكا. الرسملة تسبب فقر دول العالم
الثالث وارتفاع مديونياتها حيث وصلت في نهاية التسعينيات إلى مبالغ ضخمة
وهذا يجعل دول الجنوب على تقديم تنازلات سياسية واجتماعية. بسبب الرسملة
يوجد ما يقارب 100 دولة أضع وأقل ثراء من أي واحدة من 40 شركة عملاقة. مثل
ما كان لوسائل الإعلام دور في انهيار الاتحاد السوفييتي بسبب إخفاء
الحقائق، فإن النظام الحالي سوف يدفع العالم للانهيار. الخطر القادم
انهيار شامل للنظام الرأسمالي الإعلامي الدولي العالمي. كذلك النظام
الإعلامي الدولي يميل إلى عدم توجيه النقد إلى الرأسمالية أي فقدت وسائل
الإعلام حريتها.
2. لبرلت العالم:
تحرير العالم من القيود الاجتماعية والسياسية والعلاقة المميزة لليبرالية
هي الانحياز للفرد دون تدخل الحكومات وباستقلالية عن الدولة.
النظام الإعلامي الدولي يرى أن الليبرالية هي النظام الوحيد الصالح للحكم.
والمضمون الذي يقدمه النظام الإعلامي الدولي لا يساهم في تشكيل المواطن
الذي يستطيع أن يشارك بفاعلية في شؤون المجتمع أبرز ذلك تصرفات أمريكا شبه
الهمجية بعد أحداث 11/9 لعبت المنظمات غير الحكومية دور في تشكيل العالم،
ولكنها تنشر أفكار ليبرالية وتدافع عن حقوق الإنسان وتشكل قوة ضغط لتحقيق
أهداف معينة وهناك دائما أهداف مخفية هي أهداف أمريكية لها ضغوطات أمريكية
مثل Green peace. الشعوب في العالم ستكره الديمقراطية لأن الولايات
المتحدة استخدمت المعارضة في بعض الدول لتحقيق أهداف في التدخل في شؤون
الدولة وفرض سيطرتها عليها.
في الحقيقة لا يوجد شيء في الدنيا أسمه لبرلت العالم. وإن من كتب هذا النص
لم يعرف حقيقة عماذا كان يكتب. حيث أن ما تقوم به أمريكا في العالم لا
يسمى لبرلت العالم وأنما هو استعمار سياسي وعسكري واقتصادي بما يخدم مصلحة
الولايات المتحدة الامريكية. أما أن تسمي هذا السلوك باللبرلة فهذا خطأ
كبير حيث أن الليبرالية هي مدرسة اجنماعية وسصياسية وثقافية واقتصادية
كبيرة نشأت في أوروبا وهي تهدف تحرير الانسان أصل الحرية من القيود
السياسية والاجتماعية . واذا كانت أمريكا تقوم ب"لبرلة العالم" فهذا شيء
جميل إلا أنها حقيقة لا تفعل. والدليل موقفها من الانتخابات الفلسطينية
وكذلك دعمها لأنظمة قمعيه غير ديمقراطية لا تحترم الانسان ولا حقوقه.
3. علمنة العالم: secularism
الولايات المتحدة تقوم بالترويج للعلمانية بالعالم الإسلامي بسبب إخضاع
العالم لسيطرتها، والنموذج التركي هو الذي تريد أمريكا أن تكون الدول مثله.
4. أمركة العالم:
أمريكا تتصرف وفقا لاعتقادها أن العولمة تحصل أمريكا على 3 احتكارات:
القوة المسلحة
الاقتصاد العالمي
إخضاع العقول والسيطرة الثقافية وهي تشكل جزء مهم من أمركة العالم:
1- هي تعمل على تدمير الثقافات والهويات المحلية. 2- فرض السيطرة السياسية
والاقتصادية والثقافية على شعوبنا. 3- التحكم الأمريكي في الثورات الوطنية
والقومية (نفط العراق). أمركة العالم هدف أمريكي لم يتحقق بالرغم من
سيطرتها على القطاع الإعلامي الدولي، يرى الكاتب أن كبرياء أمريكا أعمت
عيونها والنظام الإعلامي الدولي عن قراءة التاريخ وتطور الحضارات والقوة
الذاتية للشعوب وحتمية الثورة ضد الظلم. الأركان الأربعة
(الرسملة/اللبرلة/العلمنة/الأمركة) جعلت العديد من الكتاب يؤيدونها فظهر
كتابين مهمين الأول "نهاية تاريخ" للكاتب فرانسيس فوكوياما يبشر انتصار
الليبرالية الغربية وأنها ستسود العالم والكثير من الناس أيدوا فكرته
فالسياسة الخارجية الأمريكية تفكر بعقلية المنتصر. نتيجة لهذا المنظور
يخالف كاتب "نهاية التاريخ" بالكتاب الثاني "صدام الحضارات" للكاتب
هننجتون يقول فيه أن نظرية فوكوياما غير صحيحة بل سيكون هناك تكتلات
مختلفة لها أصل حضاري كبير تنافس الحضارة الغربية وخص بالذكر الحضارة
الإسلامية فصدام الحضارات ظهر على شكل مقال في مجلة (شؤون خارجية) في صيف
1993. خلاصة الكتاب أن صراع الحضارات هو الذي سيحكم السياسات الدولية
وسيكون هناك صراع بين
العولمة في اللغة تعني ببساطة;ووضوخ جعل الشيء عالمي الانتشار في مداه أو
تطبيقه. وهي أيضاً العملية التي تقوم من خلالها المؤسسات، سواء التجارية
أو غير التجارية، بتطوير تأثير عالمي أو ببدء العمل في نطاق عالمي. شء.
ولا يجب الخلط بين العولمة كترجمة لكلمة globalization الإنجليزية، وبين
"التدويل" أو "جعل الشيء دولياً" كترجمة لكلمة internationalization. فإن
العولمة عملية اقتصادية في المقام الأول، ثم سياسية، ويتبع ذلك الجوانب
الاجتماعية والثقافية وهكذا. أما جعل الشيء دولياً فقد يعني غالباً جعل
الشيء مناسباً أو مفهوماً أو في المتناول لمختلف دول العالم.
أيضاً العولمة عملية تحكم وسيطرة ووضع قوانين وروابط، مع إزاحة أسوار
وحواجز محددة بين الدول وبعضها البعض؛ وواضح من هذا المعنى أنها عملية لها
مميزات وعيوب. أما جعل الشيء دولياً فهو مجهود في الغالب إيجابي صرف، يعمل
على تيسير الروابط والسبل بين الدول المختلفة.
إضافات حول العولمة
العولمة قد تكون تغيراً اجتماعياً، وهو زيادة الترابط بين المجتمعات
وعناصرها بسبب ازدياد التبادل الثقافي ، فالتطور الهائل في المواصلات
والاتصالات وتقنياتهما الذي ارتبط بالتبادل الثقافي والاقتصادي كان له
دوراً أساسياً في نشأتها. والمصطلح يستخدم للإشارة إلى شتى المجالات
الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، وتستخدم العولمة للاشارة إلى:
• تكوين القرية العالمية: أي تحول العالم إلى ما يشبه القرية لتقارب
الصلات بين الأجزاء المختلفة من العالم مع ازدياد سهولة انتقال الافراد،
التفاهم المتبادل والصداقة بين "سكان الارض".
• العولمة الاقتصادية: ازدياد الحرية الاقتصادية وقوة العلاقات بين أصحاب المصالح الصناعية في بقاع الارض المختلفة.
• التأثير السلبي للشركات الربحية متعددة الجنسيات، أي استخدام الأساليب
القانونية المعقدة والاقتصادية من الوزن الثقيل لمراوغة القوانين
والمقاييس المحلية وذلك للاستغلال المجحف للقوى العاملة والقدرة الخدماتية
لمناطق متفاوتة في التطور مما يؤدي إلى استنزاف أحد الأطراف (الدول) في
مقابل الاستفادة والربحية لهذه الشركات.
والعولمة تتداخل مع مفهوم التدويل ويستخدم المصطلحان للإشارة إلى الآخر
أحيانا، ولكن البعض يفضل استخدام مصطلح العولمة للإشارة إلى تلاشي الحدود
بين الدول وقلة أهميتها.
العولمة: قضية مثيرة للجدل
وبسبب تلك الاختلافات في المعنى، وكون العولمة سلاحاً ذا حدين، أو عملية
لها مميزات عظيمة وعيوب خطيرة في نفس الوقت، أصبحت العولمة موضوعاً
خلافياً ومثيراً للجدل في شتى أنحاء العالم؛ أيضاً زادت الأفكار الخاطئة
وانتشر التشوش عن الموضوع. وبسبب عيوب الإنسان خاصة قلة الاعتدال، انقسم
معظم الناس في العالم إلى قسمين:
• قسم يشجع الفكرة ويرى فيها كل خير وإيجابية ولا يرى عيوباً على الإطلاق
أو يرى عيوباً ويقرر بصورة حاسمة أن التغلب عليها كلها يسير؛ ومعظم هذا
القسم من الدول المتطورة والغنية.
• وقسم يشجب ويعارض الفكرة بتعصب ولا يرى فيها إلا كل سلبية وشر وجشع وظلم؛ ومعظم هذا القسم من الدول الفقيرة والدول النامية.
أهم ما يمكن قوله في قضية العولمة هي أنها فكرة في حد ذاتها ليست إيجابية
وليست سلبية. أي أنها ببساطة فكرة، لها تعريفها الخاص، ويمكن استخدامها في
الخير أو في الشر. ومن دلائل ذلك هو أن مثلاً المسلم الذي يدرس العولمة
دراسة تفصيلية، قد ينتهي به الأمر إلى أن يتمنى من قلبه لو اتحدت البلدان
الإسلامية، ثم بدأت الأمة الإسلامية المتحدة في تطبيق العولمة، لما سيكون
له ذلك من الأثر الإيجابي على نشر الإسلام وإفشاء السلام في العالم. ونفس
المثال ينطبق على المسيحي المتدين، والصيني الوطني، والأمريكي الوطني،
وهكذا...
إذن فإن المشكلة أو الخطر ليس في قضية العولمة نفسها كفكرة أو عملية، بل
في كيفية تطبيقها وفي عيوب الإنسان نفسه التي قلّما من استطاع التغلب
عليها، مثل الطمع أو الجشع وما فيه من ظلم الغير والحب الشديد للمال وحب
القوة والتسلط والتحكم، وغيرها من عيوب الإنسانية التي لا يمكن التغلب
عليها إلا بطاعة الله واتباع المنهج الذي وضعه للإنسانية، والذي ختم
بإرسال محمد رسول الله--صلى الله عليه وسلم--والقرآن.
والخوف الرئيسي من تطبيق العولمة اليوم في بداية القرن الحادي والعشرين،
قد يكون من أسبابه الرئيسية هو تسلط أمريكا كدولة عظمى في الوقت الحالي،
على بقية دول العالم، واتباع سياسات ظالمة للغير، وعدم احترام أي من
القوانين الدولية. ومن هذا المنظور قد نظن أن معارضة العولمة قد تكون
السياسة المثلى إلى أن يأمن الضعيف والفقير في هذا العالم على نفسه وماله
ودمه، من الدول الأقوى والأغنى--خاصة أمريكا في الوقت الحالي.
تواجه العولمة مقاومة قوية جدا في مختلف مناطق العالم وخصوصا في أوروبا
والدول النامية. إذ أنها قد تؤثر سلبا على إمكانيات نمو اقتصاديات محلية
في ظل غياب التوازن بين الدول المتقدمة والفقيرة. كما يتهمها الكثيرون
بأنها تذيب الثقافات المحلية وتجير العالم في خدمة القوي، ويعتبرون أن
الولايات المتحدة الأمريكية تهيمن على العالم اقتصاديا من خلال فرض
سيطرتها الاقتصادية والعسكرية من خلال ما يسمى بالعولمة، وبهذا المعنى
ينتفي القول بأن "العالم تطور ليصبح قرية صغيرة"، ليصبح "العالم تأخر
ليصبح إمبراطورية كبيرة"--في إشارة لتجدد الحلم الامبراطوري الذي عاصرته
الحضارة الانسانية في عصور سابقة.
ولكن هناك الكثير ممن يدافعون عن العولمة. والدول الأقوى--خاصة أمريكا، مع
المؤسسات العملاقة التي تؤثر في اقتصاد العالم كله--مثل مايكروسوفت وهي
أيضاً في أمريكا، قد تجبر كل دول العالم، بشركاتها ومؤسساتها المحلية، على
الخضوع لقوانين العولمة الجديدة. وإن قاومت بعض الدول سياسياً، فإن الشعوب
والمؤسسات والشركات لن تستطيع أن تقاوم اقتصادياً. هذا غير أن العولمة هي
عملية ماضية في طريقها بدون توقف بالفعل، إن لم يكن سياسياً، فاقتصادياً
وثقافياً بطريقة مكثفة. ومن كل ذلك قد نستنتج أن شجب ومعارضة الفكرة قد لا
تكون الطريقة المثلى للتعامل مع قضية العولمة. يجب أن تتبع الشعوب والدول
والمؤسسات سياسات أخرى من أجل جعل التأثيرات السلبية عليها في الحد الأدنى.
أركان العولمة
1. رسملة العالم:
أي تحويل العالم إلى النظام الرأسمالي، يقول الكاتب: تقوم العولمة من
الناحية الاقتصادية على نشر الرأسمالية كنظام للتجارة ونظام للاستهلاك.
لعب الإعلام الدولي دور كبير في فرض النظام الرأسمالي على البشرية من خلال
تعزيز صورة إيجابية للشركات المتعددة الجنسية، الرأسمالية، الشركات
العملاقة (سوني، دزني، تايم وورنر). ولقد كانت ثورة الاتصال هي الأداة
التي استخدمت للتلاعب بالرأي العام لفرض النظام الرأسمالي على العالم.
الإعلام والاتصال والمعلومات مكون أساسي في الاقتصاد العالمي مثلا تصل
عائدات هذا القطاع إلى 1.5 تريليون دولار وتحصل الولايات المتحدة وحدها
على 47% من العائدات العالمية لهذا القطاع. الأفلام الأمريكية التي تصدّر
للخارج مدخولها أكثر من مدخولها داخل أمريكا. الرسملة تسبب فقر دول العالم
الثالث وارتفاع مديونياتها حيث وصلت في نهاية التسعينيات إلى مبالغ ضخمة
وهذا يجعل دول الجنوب على تقديم تنازلات سياسية واجتماعية. بسبب الرسملة
يوجد ما يقارب 100 دولة أضع وأقل ثراء من أي واحدة من 40 شركة عملاقة. مثل
ما كان لوسائل الإعلام دور في انهيار الاتحاد السوفييتي بسبب إخفاء
الحقائق، فإن النظام الحالي سوف يدفع العالم للانهيار. الخطر القادم
انهيار شامل للنظام الرأسمالي الإعلامي الدولي العالمي. كذلك النظام
الإعلامي الدولي يميل إلى عدم توجيه النقد إلى الرأسمالية أي فقدت وسائل
الإعلام حريتها.
2. لبرلت العالم:
تحرير العالم من القيود الاجتماعية والسياسية والعلاقة المميزة لليبرالية
هي الانحياز للفرد دون تدخل الحكومات وباستقلالية عن الدولة.
النظام الإعلامي الدولي يرى أن الليبرالية هي النظام الوحيد الصالح للحكم.
والمضمون الذي يقدمه النظام الإعلامي الدولي لا يساهم في تشكيل المواطن
الذي يستطيع أن يشارك بفاعلية في شؤون المجتمع أبرز ذلك تصرفات أمريكا شبه
الهمجية بعد أحداث 11/9 لعبت المنظمات غير الحكومية دور في تشكيل العالم،
ولكنها تنشر أفكار ليبرالية وتدافع عن حقوق الإنسان وتشكل قوة ضغط لتحقيق
أهداف معينة وهناك دائما أهداف مخفية هي أهداف أمريكية لها ضغوطات أمريكية
مثل Green peace. الشعوب في العالم ستكره الديمقراطية لأن الولايات
المتحدة استخدمت المعارضة في بعض الدول لتحقيق أهداف في التدخل في شؤون
الدولة وفرض سيطرتها عليها.
في الحقيقة لا يوجد شيء في الدنيا أسمه لبرلت العالم. وإن من كتب هذا النص
لم يعرف حقيقة عماذا كان يكتب. حيث أن ما تقوم به أمريكا في العالم لا
يسمى لبرلت العالم وأنما هو استعمار سياسي وعسكري واقتصادي بما يخدم مصلحة
الولايات المتحدة الامريكية. أما أن تسمي هذا السلوك باللبرلة فهذا خطأ
كبير حيث أن الليبرالية هي مدرسة اجنماعية وسصياسية وثقافية واقتصادية
كبيرة نشأت في أوروبا وهي تهدف تحرير الانسان أصل الحرية من القيود
السياسية والاجتماعية . واذا كانت أمريكا تقوم ب"لبرلة العالم" فهذا شيء
جميل إلا أنها حقيقة لا تفعل. والدليل موقفها من الانتخابات الفلسطينية
وكذلك دعمها لأنظمة قمعيه غير ديمقراطية لا تحترم الانسان ولا حقوقه.
3. علمنة العالم: secularism
الولايات المتحدة تقوم بالترويج للعلمانية بالعالم الإسلامي بسبب إخضاع
العالم لسيطرتها، والنموذج التركي هو الذي تريد أمريكا أن تكون الدول مثله.
4. أمركة العالم:
أمريكا تتصرف وفقا لاعتقادها أن العولمة تحصل أمريكا على 3 احتكارات:
القوة المسلحة
الاقتصاد العالمي
إخضاع العقول والسيطرة الثقافية وهي تشكل جزء مهم من أمركة العالم:
1- هي تعمل على تدمير الثقافات والهويات المحلية. 2- فرض السيطرة السياسية
والاقتصادية والثقافية على شعوبنا. 3- التحكم الأمريكي في الثورات الوطنية
والقومية (نفط العراق). أمركة العالم هدف أمريكي لم يتحقق بالرغم من
سيطرتها على القطاع الإعلامي الدولي، يرى الكاتب أن كبرياء أمريكا أعمت
عيونها والنظام الإعلامي الدولي عن قراءة التاريخ وتطور الحضارات والقوة
الذاتية للشعوب وحتمية الثورة ضد الظلم. الأركان الأربعة
(الرسملة/اللبرلة/العلمنة/الأمركة) جعلت العديد من الكتاب يؤيدونها فظهر
كتابين مهمين الأول "نهاية تاريخ" للكاتب فرانسيس فوكوياما يبشر انتصار
الليبرالية الغربية وأنها ستسود العالم والكثير من الناس أيدوا فكرته
فالسياسة الخارجية الأمريكية تفكر بعقلية المنتصر. نتيجة لهذا المنظور
يخالف كاتب "نهاية التاريخ" بالكتاب الثاني "صدام الحضارات" للكاتب
هننجتون يقول فيه أن نظرية فوكوياما غير صحيحة بل سيكون هناك تكتلات
مختلفة لها أصل حضاري كبير تنافس الحضارة الغربية وخص بالذكر الحضارة
الإسلامية فصدام الحضارات ظهر على شكل مقال في مجلة (شؤون خارجية) في صيف
1993. خلاصة الكتاب أن صراع الحضارات هو الذي سيحكم السياسات الدولية
وسيكون هناك صراع بين