قد يجعل بعض الآباء العنف لغة التفاهم الوحيدة في المنزل، كما
أن المنهج الرسمي لحل النزاعات هو العنف؛ أيعقل أن
يكونوا هؤلاء الآباء بقلبهم شيء من الرحمة أو الحب لأبنائهم
؟! لا جدل انهم يتبعون أفشل أسلوب في التربية، ولكننا نلمتس
لبعضهم العذر فقد يكونوا تربوا في بيئة عنيفة مماثلة أو أكثر
حدة، فقد أفادت دراسة حول أسباب العنف المنزلي، بأن
الرجال الذين عانوا من الإساءة الجسدية في طفولتهم كبروا
ليصبحوا أباء عنيفين. وكشفت الدراسة التي شملت 197
رجل، ما بين عمر 18 و 49، والتي أجريت في مدينة فيلادلفيا
الأمريكية، التي تحتوي على نسبة عالية من العنف
المنزلي، بأن نسبة الاعتداء الجسدي أثناء مرحلة الطفولة كانت
أكثر شيوعاً في المدن، وبأن الرجال الذين تعرضوا للإساءة
الجسدية في مرحلة الطفولة هم على الأرجح الأكثر ارتكاباً
للعنف المنزلي. ومن بين الرجال الذين شملتهم الدراسة، واجه
51 بالمائة منهم نوعاً من الاعتداء الجسدي أثناء مرحلة
الطفولة. وكان متوسط العمر الذي بدأت عنده الإساءة 8 سنوات
وانتهت بعمر 14 سنة. وشملت الإساءة الجسدية، التعرض للرفس،
والضرب بأداة، ومحاولة الخنق، والكوي، والعض،
والحرق بأداة ساخنة، واللكم. أما المفزع في نتائج الدراسة
فكان أن 75 بالمائة تقريباً من هذه الإساءات الفظيعة قام بها
احد الوالدين